اخبار الاردن
عندما يصبح العمل شغفاً: سامر العساف نموذج للإبداع والإنجاز”

الملف الإخباري: في قلب الأغوار الشمالية وتديدا من بلدة كريمه ، يبرز اسم الشاب سامر عبد الحميد عقيل العساف شويات كواحد من النماذج المضيئة التي جسّدت معنى الإصرار والطموح في العمل العام وخدمة المجتمع.
وُلد سامر عام 1988 في منطقة الكريمة، حيث نشأ وسط بيئة تعتز بقيم الكفاح والصبر، وهو ما شكّل بدايات مسيرته نحو التميز.
بدأ سامر تعليمه في مدرسة كريمة الثانوية للبنين، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة بتقدير جيد، قبل أن يكمل مشواره الأكاديمي في كلية الأميرة رحمة الجامعية، متخصّصًا في التربية الخاصة، وحاصلًا على شهادة الدبلوم.
هذا التخصص، الذي يعكس حسّه الإنساني العميق، كان البذرة الأولى التي نمّت في داخله شغف العطاء والعمل مع الآخرين.
لم يتوقف سامر عند حدود دراسته، بل قرر أن يخطو خطوات جريئة في عالم الإعلام، حيث حصل على شهادة من المعهد الأردني للإعلام قبل سبع سنوات، بدأ مسيرته الإعلامية في شركة رواد عجلون الإعلامية، ومنها انطلق كمراسل لمواقع إخبارية مثل “سنديان” و”إنجاز”، ممثلًا الأغوار الشمالية ، خلال هذه الفترة، استطاع أن يكون صوتًا حقيقيًا لمنطقته، ينقل قضاياها ويبرز هموم أهلها، مستخدمًا الكلمة كأداة للتغيير.
إحدى المحطات البارزة في مسيرته كانت قيادته لمشروع تدريب وتأهيل الشباب العاطلين عن العمل في منطقة الكريمة، بدعم من مركز أرض السلام للتنمية وحقوق الإنسان، استطاع سامر، من خلال هذا المشروع، أن يفتح أفقًا جديدًا أمام 150 شابًا وشابة، حيث تم تقديم دورات تدريبية مكثفة لهم، ليصبحوا أكثر جاهزية للاندماج في سوق العمل.
وقد أشاد العديد من المسؤولين بهذا الجهد، حيث كان المشروع نموذجًا للعمل المجتمعي الفعّال.
مع انتقاله للعمل في مركز زها الثقافي، أثبت سامر جدارته في تنظيم الفعاليات، مما أهّله ليشغل منصب مسؤول العلاقات العامة في المركز. سواء في فرعه في المشارع أو لاحقًا في دير علا، كانت بصماته واضحة في تعزيز دور المركز كمنصة تجمع الشباب وتطلق طاقاتهم.
لقد استطاع أن يُحول المركز إلى بيئة نابضة بالحياة، حيث قاد مبادرات وطنية تهدف إلى غرس قيم الانتماء والمواطنة، وجعل الشباب طاقة فاعلة في مسيرة التنمية.
إلى جانب عمله الميداني، كان سامر قلمًا مؤثرًا وصوتًا وطنيًا حاضرًا في المشهد الإعلامي، حيث عكست كتاباته قضايا وهموم سكان الأغوار الشمالية، وطالبت بتحقيق العديد من المشاريع التي تخدم الشباب وتطوّر منطقتهم. كان يؤمن أن الكلمة الصادقة لا تقل أثرًا عن العمل الفعلي، وأن الجمع بينهما هو ما يحقق التغيير الحقيقي.
حصل سامر على العديد من الشهادات التقديرية وكتب الشكر من المؤسسات الحكومية والخاصة، تقديرًا لجهوده المتميزة في خدمة المجتمع. وقد كان لهذا التكريم صدى واسع، حيث عُرف بأخلاقه العالية وإخلاصه وتفانيه في العمل، مما أكسبه حب واحترام الجميع. قصة سامر ليست مجرد حكاية نجاح فردية، بل درس في الإصرار والإيمان بالقدرات.
إنها تبرز كيف يمكن لشاب من منطقة قد تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية أن يتحول إلى نموذج يُحتذى به، بفضل طموحه وحرصه على خدمة مجتمعه.
سامر العساف هو دليل حي على أن الشباب الأردني قادر على تحقيق الإنجازات، حين يتسلح بالعلم والعمل والإرادة. نأمل له المزيد من التقدم والازدهار في مسيرته الملهمة.






