منوعات

كحل الرجال في رمضان.. عادة يمنية تجمع بين التقاليد والدين

الملف الاخباري : في العديد من البلاد العربية، يُعد شهر رمضان وقتًا للاحتفال بالعادات والتقاليد الخاصة، التي تعكس الهوية الثقافية و الشعبي لكل مجتمع.

ومن أبرز العادات الغريبة، هي قيام الرجال اليمنيين بتزيين أعينهم بكحل بالإثمد والإقليد في باحات المسجد الكبير، أحد أشهر المساجد التاريخية في البلاد.

وتعتبر هذه العادة جزءًا من التقاليد الاجتماعية التي تميز الشهر الكريم في العديد من المحافظات، وتكتسب أهميتها لأسباب دينية واحتفالية. فالكحل في الثقافة اليمنية ليس مجرد مستحضر تجميلي بل يحمل دلالات ثقافية ودينية، ويُعد رمزًا للكرامة والوقار.

وتبدأ هذه العادة غالبًا في الأيام الأولى من رمضان، حيث يتجمع الرجال في المساجد أو في المنازل، ويقومون بتبادل الكحل ووضعه على عيونهم بشكل جماعي.

ويُستخدم عادة الكحل الطبيعي الذي يتم تحضيره من مواد طبيعية مثل الفحم المطحون أو بعض الأعشاب المعروفة بخصائصها المهدئة.

وتُعد هذه اللحظات فرصة للرجال للتواصل الاجتماعي وتبادل الأحاديث، مما يعزز روح المحبة والألفة في هذا الشهر الفضيل.

دلالة دينية

والكحل في رمضان يحمل دلالات دينية عميقة، إذ يحرص اليمنيون على استخدامه إحياءً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استنادًا إلى حديثه الشريف: “نِعم الكحل الإثمد فاكتحلوا به فإنه ينبت الشعر ويقطع الدمعة ويجلو البصر”. وبناءً على ذلك، يسافر العديد منهم مسافات طويلة لزيارة المدينة القديمة، حيث يقع الجامع الكبير.

ويُقال إن الكحل يمنح العينين لمعة خاصة، وهو ما يعكس الاستعداد الروحي للعمر الجديد الذي يعيشه المسلمون في شهر رمضان.

كما يُعد جزءًا من التجمل الروحي والجسدي، حيث يحرص الرجال على أن يكونوا في أفضل حالاتهم أثناء أدائهم للعبادات في الشهر الكريم.

إلى جانب كونه عادة اجتماعية ودينية، يُعد الكحل جزءًا من التقاليد اليمنية العريقة التي يتم تمريرها عبر الأجيال.

ولا تقتصر هذه العادة على الرجال فقط، بل غالبًا ما يتشارك الجميع في هذا التقليد، بما في ذلك النساء والأطفال، مما يعزز التكافل الاجتماعي وروح الوحدة التي تميز شهر رمضان في اليمن. وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى