مقالات

“حرب غزة” … العميد الركن المتقاعد نواف الطراونة

الملف الاخباري : بدأت هذه الحرب كغيرها من حروب التحرر التي يخوضها أصحاب الحق المسلوب رغم ادراكهم من عدم توازن القوى في المجال العسكري والاقتصادي لكن هذا النوع من الحروب لاينظر إلى موضوع القوة كعامل ردع بل يخطط حسب عقيدته القتاليه وهي عقيدة حرب المدن والتي غالباً مايتعرض فيها المهاجم للانكسار والتخبط وبالتالي الهزيمة.

نعلم جميعاً بأن فصائل المقاومه في فلسطين خاضت حرباً شرسه وكبدت العدو خسائر فادحه في جميع المجالات لم يكن يتوقعها العدو والعالم أجمع فقد تراجعت قدرات الجيش الإسرائيلي القتاليه وبغض النظر عن مايملكه من معدات ومايأتيه من دعم خارجي وكذلك الخسائر السياسية والاقتصادية والتي تحتاج إلى أعوام حتى تعود كما كانت عليه ومن أهم الخسائر التي تكبدها العدو فقدان الثقة الشعبيه بقياداته السياسية والعسكريه والانهزامية التي سادت اوساط مقاتليه في الميدان وضعف اجهزته الاستخباراتيه والخوف الذي انزرع في مجتمعه المدني والعسكري.

واليوم يشهد العالم اتفاقاً لوقف هذه الحرب الإجراميه التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ودمار هائل لمدن بأكملها هذا الاتفاق الذي كان من الممكن ان يتم خلال الشهر الأول من الحرب لولا رغبة بعض الأطراف الإقليمية والدولية باستمرار الحرب وكذلك مصالح القيادة السياسية الصهيونية الشخصية التي لا تحظى باحترام سكان إسرائيل.

هذا الدمار وهذه الإبادة التي كشفت للعالم الحر بأن هذا الجيش لايملك أدنى مستوى من أخلاق الحرب فهذه هي أخلاق العصابات التي تستمتع باراقة الدماء.

هذه الحرب التي بينت للعالم أجمع ضعف وهشاشة القانون الدولي الذي عجز عن القيام بدوره كمظلة قانونيه يلجأ إليها الطرف المتضرر فلا قانون دولي يثق به العالم بعد هذه الحرب.

من حق كل عربي ومسلم وحر ان يبتهج ويفرح لوقف هذه الحرب حقناً لدماء العرب ومن حقه أن يعظم الإنجازات ويقلل من شأن العدو ويضعه في خانة الأراذل ومن حقه ان يعتبر وياخذ الدروس والتي من أهمها ان هذا العدو هم أهل غدر لايثق بهم ولا بمواثيقهم.

ونحن في الأردن نفتخر بجهود جلالة الملك التي ابطلت سياسة التهجير و نفرح لفرح الأشقاء في فلسطين ونحزن لحزنهم ولم نتوانى في تقديم الدعم والإسناد سياسياً وانسانياً وحسب ما يمليه علينا الضمير فعلاقاتنا مع فلسطين وشعب فلسطين مصلحة وطنيه للطرفين ومن حقنا ان نفرح لوقف هذه الحرب الهمجيه وبغض النظر عن ما خلفته ونحزن لما خلفته.

حفظ الله الوطن وقائد الوطن ورحم الله الشهداء وشافى المصابين إنه نعم المولى ونعم المجيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى