مقالات

المصالح الوطنيه في ظل الظروف الإقليمية وَالدولية الراهنه

  الملف الإخباري- منذ نشوب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السابع من أكتوبر ٢ من٠٢٣ واستخدام إسرائيل أبشع انواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني متذرعة بضرورة حماية سكانها وكذلك الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي الدولي الذي حصلت عليه وفي ظل تشتت النظام العربي واستخدام سياسة القُطريه حاول الأردن وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وبكل الوسائل وفي مؤتمرات القمه توحيد الموقف العربي وتشكيل جبهة عربيه لمحاولة الضغط على إسرائيل لوقف هذا العدوان الغاشم الإجرامي إلا أن أصوات النشاز وأصحاب المصالح الضيقة حالت دون تحقيق ذلك.

جاب الأردن العالم لتحريك السياسة الدوليه وتفعيل القانون الدولي والقانون الدولي الإنسانيَ لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وتجريم قادة الاحتلال على المستويين السياسي والعسكري ومازال مستمراً بذلك لردع هذه العصابات التي تمردت على كل القوانين والأعراف الدوليه هذه العصابات التي لاتحترم المواثيق والمعاهدات ولاتحترم حق الجيرة فالمستقبل الأسود يقتضي فعل كل مايلزم لتحجيم أي تهديد للمصالح.

الحصار الغاشم الذي فرضته إسرائيل على سكان غزه والذي فتك بارواح البشر أصبح أخطر من آلة الحرب العسكريه فاخترقت السياسة الاردنيه هذا الطوق بالجسور البرية والجويه من خلال انفتاح المستشفيات الميدانيه وقوافل المواد الغذائية والصحيه واستقبال المرضى والمصابين في المستشفىات الاردنيه على أرض الوطن لتلقي العلاج والعودة فمصلحة الأردن تقتضي المحافظة على هويته الوطنيه وعدم تفريغ غزه من سكانها حتى لاتكون وجبة طازجه أمام المحتل.

ورفض الأردن سياسة التهجير وعلى لسان حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني عندما قالها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مصلحة بلادي فوق كل اعتبار وحتى لايلطخ التاريخ َبالسواد وحتى لايظلم الأردن لم ولن يوافق على هذه السياسة فالارض الفلسطينيه بأهلها ولأهلها ووجودهم وصمودهم فيها مصلحة اردنية عليا وقد خاض الأردن الحروب والمعارك مع إسرائيل لتحقيق هذه الغايه.

لقد حرص الأردن منذ نشوب هذا الصراع على المحافظة على الهوية الفلسطينيه وعدم ذوبانها في دول العالم وذلك من خلال صمودهم وتشبثهم بارضهم فهي أرض عربيه مجبولة بدماء الشهداء الذين ضحوا دفاعا عن الحق ومقاومة للظلم والطغيان.

ومنذ ان انبثق فجر الحرية وزوال الطغيان في سوريا الشقيقة كان الأردن في مقدمة الدول الداعمة للشعب السوري في ضرورة تحقيق أمن واستقرار سوريا ووحدة اراضيها فأمن سوريا من أمن الأردن وأمن الأردن من أمن سوريا ولطالما كان الأردن يواجه التحديات عبر الحدود الشمالية في ظل عصابات المخدرات والأسلحة التي كان يرعاها النظام السابق والتي حصدت العديد من شهداء الجيش العربي الذين كانوا السياج المنيع في وجه هذا الخطر الغاشم الذي تدعمه الميليشيات للعبث بجبهتنا الداخلية واليوم وبالسياسة الحكيمة وتحقيقاً للمصالح المشتركة أصبح الوقوف والدفاع عن الحدود استراتيجية مشتركة بين الدولتين الشقيقتين.

في ظل هذه الظروف ومانتج عنها من متغيرات في التحالفات والسياسة الإقليمية والدولية وتقلب المصالح لايزال الأردن وسيبقى بقيادته الحكيمة عامل التوازن الاستراتيجي على المستويين العربي والدولي واعتبار مصالحه واستقرار جبهته الداخلية عنواناً تندرج تحته جميع فقرات العمل الوطني.

حفظ الله الوطن وقائد الوطن من كل مكروه إنه نعم المولى ونعم المجيب.

العميد الركن المتقاعد نواف محمد الطراونه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى